مشروع البحث:
مدارس التفسير بين الفاضل بن عاشور والذهبي

تحميل...
thumbnail.project.alt
المساهمين
الممولين
رقم التعريف
24234
الباحث
سعيد مـحمد سعيد قشاط
المشرفين
منشورات
وحدات تنظيمية
وحدة تنظيمية
الوصف
إن علم التفسير علم شريف وهو من أشرف العلوم الشرعية ؛ لأنه يستمد شرفه من القرآن الكريم ، كتاب الله - جـلّ جلاله - الخاتم الذي خلع عليه وصفا من صفته سبحانه "المجيد" ؛ يقول الله - عز وجل - في كتابه العزيز: { ‌بَلۡ ‌هُوَ ‌قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ * فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} ( ) . وقد أشار القرآن الكريم إلى التفسير كونه درجة من درجات المعرفة ، يبلغ من أحاط منه بحظ وافر درجة الفهم عن الله - تبارك وتعالى - ، وهذا المعنى متضمن في آية الفرقان التي نزلت في سياق الرد على الكفار والمشركين، حيث يقول الله - عز وجل - : {‌وَلَا ‌يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا} ( ) . وحثّ على التفقه في الدين ، وهو في ابتدائه ومنتهاه لا يخرج عن الفهم للقرآن الكريم باعتباره المصدر الأول للتشريع ، ثم للسنة التي هي البيان العملي التطبيقي لنصوص الأحكام القرآنية ، يقول تعالى: { وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ ‌فَلَوۡلَا ‌نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ} ( ) ، وتعلّم علم تفسير القرآن الكريم هو أقصر الطرق لذلك ، لمن حاز علوم الآلة الموصلة لذلك العلم . كما أشار - أيضا - إلى درجة الاستنباط من القرآن الكريم ، ومن سنة النبي الخاتم - صـلى الله عليه وسلم - وهي درجة أعلى من درجة الفهم وإن كانت تابعة لها ، وهي مرتبة الرسوخ في العلم والتمكن من زمامه ، يقول الله - تعالى - { وَإِذَا ‌جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ}( ) . لقد نشأ علم التفسير في عهد النبي - صـلى الله عليه وسلم - وكان أصحابه حريصين أشدّ الحرصِ على تعلمِ كتاب ربهم وفهمه ، يتلقفون ما ينزل أولاً بأولٍ . أخرج الإمام البيهقي في سننه فقال : " قَالَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا، وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَـلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا ، وَآمِرَهَا وَزَاجِرَهَا ، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا ، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ ، فَيَنْثُرَهُ نَثْرَ الدقـل( )" ( ) . ثم تطور هذا العلم فيما بعد وتشكل لمدارس وظهرت المذاهب والاتجاهات المختلفة في علم التفسير , وذلك بتعدد الدراسات حوله وتنوع مشارب المفسرين ، خدمة لكتاب الله العزيز ، وطلباً للأجر وأداءً للأمانة وتبليغا للرسالة , فقد كان لكل جيل رجاله ولونه واتجاهه ، فقدّم كل مفسّر قصارى جهده ووسعه , وبذل النحويون كل ما عندهم من دراية فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم في هذا المجال , وبذل علماء اللغة , وعلماء الفقه , وعلماء التوحيد , أقصى ما في وسعهم خدمة للقرآن الكريم وتفسيره . ثم انقسم علم التفسير إلى شقين رئيسيين هما التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي . ومن بين العلماء المعاصرين ، من أهل السنة ، الذين أثروا المكتبة الإسلامية بعصارة علمهم ودقائق أفكارهم الشيخ العالم الزيتوني محـمد الفاضل بن عاشور في كتابه التفسير ورجاله , والشيخ العالم الأزهري الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون . يقوم الأول على التعريف برجال التفسير من عصر النبوة إلى العصر الحالي وما تخلل ذلك من نقل ومعرفة بالآيات حسب كل حقبة من الزمن وما صاحبها من تأثيرات سياسية واجتماعية واقتصادية . ويقوم الآخر على إعمال العقل في استخراج المعاني من الآيات القرآنية بطريق النظر في النص المنطوق الظاهر أو ما تضمنه النص من المفهوم الخفي .
الكلمات الدالة
مدارس التفسير بين الفاضل بن عاشور والذهبي