أ. د/ محمد أحمد محمد السوداني2024-12-092024-12-09https://dspace.academy.edu.ly/handle/123456789/692وبعد كل هذه الزيادة كان لابد من القيام بعملية تطوير شاملة مسايرة لعصر النفط الذي دخلته ليبيا من أوسع أبوابه، وكان التركيز في بادئ الأمر على بناء الإطار الهيكلي للبلاد أو ما يطلق عليه بالبنية التحتية اللازمة لأية عملية تنموية. بناءً عليه قامت الدولة بعمل أول مخطط للبلاد، شمل الطرق والمناطق السكنية والمدارس والمستشفيات ومختلف المرافق. ومن الطبيعي أن تحتاج ليبيا في تخطيط هذه الخطط الطموحة وتنفيذها إلى الخبرات والأيدي العاملة الأجنبية، حيث كان حجم تلك الخطط ونوعيتها يفوق القدرات والطاقات المتوفرة محلياً سواء من حيث الكم أم الكيف ولهذا كان لابد من تلبية كل ما هو مطلوب عن طريق الأيدي العاملة من الخارج. فقد ترتب على ذلك وفود أعداد وجماعات كبيرة من العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات من أهمها العمالة المصرية، للإسهام في الأعمال الكثيرة التي نجم عنها فرص عمل متوفرة فوق معدلاتها في كثير من الأقطار العربية المجاورة. وسبب توجه العمالة المصرية إلى ليبيا قد يرجع إلى انخفاض الدخل أو انتشار البطالة وعدم توافر فرص العمل وغيرها في مصر.تعد دراسة حركة القوى العاملة بين البلدان وعلاقتها بالتنمية من الموضوعات المهمة التي مازالت تستحوذ على اهتمام بالغ من قبل المخططين والمهتمين بشؤون التنمية وبشكل عام، خاصة فيما يتعلق بمجهوداتهم نحو التأثير في التوزيع المكاني والنشاط الاجتماعي والاقتصادي للسكان. كما تعد ليبيا إحدى دول العالم التي تأثرت بهذه الظاهرة منذ النصف الثاني للقرن الماضي، حيث شهدت في هذه الفترة سلسلة من التطورات المهمة ممثلة في الاستكشافات النفطية الأولية عامي 1957 و1959 ثم بداية الإنتاج منذ عام 1961، وإلى زيادة عدد من المؤسسات النفطية العالمية المختلفة، وكل التطورات واكبت النمو المتزايد لإنتاج النفط وعائداته وإراداته.حركة العمالة المصرية في ليبيا – دراسة جغرافيةحركة العمالة المصرية في ليبيا – دراسة جغرافية